سبق وأن حذرنا في مقالات سابقة من الإشكالات العويصة التي يعاني منها نادي المغرب التطواني، وهي اجترار لسنوات الفوضى والعشوائية التي طبعت تسيير النادي خلال حقبة رضوان الغازي لمدة خمسة مواسم والمدعوم من السلطات في مواجهة احتمال عودة سلفه أبرون للساحة. تغييب مؤسسة المنخرط الضعيفة أصلا وغير القادرة على المحاسبة نظرا لتبعية أغلب أعضائها ومحدوديتهم ساهمت كثيرا في عدم انتهاج الديمقراطية في انتخاب المكاتب المسيرة والتي تحولت إلى التعيين الفوقي.
سياسة التعيين وفرض أشخاص بعينهم لتدبير شؤون النادي أدى إلى ارتكان هذا المسؤول لسياسة الاتكال على السلطات لحل المشاكل المالية عوض إنتاج مشروع رياضي بأهداف واضحة ومخططات على المدى القصير والبعيد. التعاقدات التي تكون على أساس إرضاء الخواطر أو الرضوخ لإملاءات الوسطاء الذين اغرقوا النادي بملفات المنازعات كلها عوامل ساهمت في الاندحار التقني وعجز الفريق تحقيق نتائج إيجابية تجنبه حسابات النزول التي تواجهه كل موسم مع صعوبة الموسم الجاري الذي انضافت إليه مباريات السد ستعقد لا محالة من مأمورية البقاء حيث باتت احتمالات النزول تكبر يوما بعد آخر.
سلطة الوصاية هي الأخرى تتحمل المسؤولية الكبرى فيما آلت إليه أوضاع المغرب التطواني رغم تدخلات الإنقاذ بالمحفزات المقدمة للاعبين. لكن ما زاد الطين بلة أن تتحول منح الدعم العمومية من أموال دافعي الضرائب إلى وسيلة للتحكم في قرارات النادي سواء تعلق الأمر بفرض المسير أو إسقاط تعاقدات فاشلة على الفريق بشكل ستؤدي إلى مزيد من النزاعات التي تكبل النادي وبعضها مازال مركونا برفوف الجامعة الملكية لكرة القدم في انتظار النطق بالحكم النهائي.
ازمة المغرب التطواني عميقة جدا، مرتبطة أساسا بسوء التدبير وافتقاد النادي لكاريزما المسير، والتي ظهرت في عدم القدرة على الخروج الإعلامي عبر القنوات للرد على ادعاءات او افتراءات المدرب المقال عزيز العامري، والتي ساهمت في تأجيج الأوضاع أدت إلى التهجم على اللاعبين خلال حصة تدريبية دون أي رد فعل من المكتب المسير على الواقعة في مشهد غريب ينم عن عدم اهتمام أعضائه بحماية اللاعبين وسمعة النادي أمام تصرفات طائشة لفئة من الجمهور.
الجمع العام غير العادي الذي قرره النادي لتعديل بعض بنود القانون الأساسي بمثابة هروب من الأزمة التي يتخبط فيها، حيث كان من الأجدر على المكتب المسير عقد ندوة صحفية لتقريب الرأي العام من أسباب الأزمة وكيفية الخروج منها تقنيا وماليا، والرد على ادعاءات المدرب السابق عزيز العامري على الأقل لخفض مستوى الاحتقان والغضب الذي يعتري الجماهير الوفية للفريق وليست تلك التي تحركها اهواء الماضي.
