يشهد نادي المغرب أتلتيك تطوان خلال الآونة الأخيرة مجموعة من الأحداث والتجاذابات والصراعات التي لم يسبق أن عرفها في السنوات الماضية رغم الأزمات العميقة والتحولات على مستوى التدبير الإداري دخل خلالها النادي فترة ” المؤقت ” قبل انتقال العملية إلى مكتب مسير منتخب بشكل ديمقراطي مازال يمارس صلاحياته ومهامه بموجب تفويض الجمع العام السابق.
وبالنظر إلى الأزمة المعقدة التي دخل فيها النادي بعد نهاية الموسم الرياضي والتي طغت عليها تراكمات ديون الماضي وتداعياته على مالية الفريق وارتفاع ملفات المنازعات، حاول معها المكتب المسير برئاسة يوسف أزروال مجاراتها بكل جرأة وتحدي تجنبا لوقع الفريق في إشكالات تعقد من وضعيته وتهدد مستقبله في الدوري المغربي.
المكتب المسير ورغم الضغوط التي مورست عليه من أطراف جهات كانت غائبة لسنوات وأصبحت حاليا تحذوها رغبة ” السطو على النادي “، تمكن المكتب من حلحلة ملف المنازعات الدولي لدى الفيفا الذي سيمكنه من رفع منع تأهيل اللاعبين خلال الأيام القليلة القادمة والذي سيتبعه أيضا حل ملف المنازعات على المستوى الوطني خاصة بعد الدعم الكبير الذي خصصته السلطات المنتخبة ممثلة في جماعة تطوان ومنحة مرتقبة من المجلس الإقليمي.
الدعم الأولي المقدر ب 800 مليون يؤكد ثقة السلطات الوصية والمنتخبة بتطوان في الرئيس يوسف أزروال كمخاطب رسمي وحيد والممثل الشرعي للنادي. تعزز أيضا بثقة عدد من المنخرطين خلال الاجتماع الأخير حيث تم رفض الاستقالة وانسحاب المكتب المسير مع تشكيل ” لجنة ” ببعد تشاوري لا تملك حق اتخاذ القرار أو فرض أجنداتها التي أصبحت تتضح معالمها عند البعض باستعمال ورقة الجمهور ووسائل التواصل الاجتماعي وإطلاق هشتاغات للتأثير على الشارع الرياضي بتطوان وتأليبه ضد المكتب المسير.
في هذا الإطار تراقب السلطات الوصية بتطوان التطورات الأخيرة والتي برزت فيها محاولات ليست بالجديدة ومتعمدة لزعزعة استقرار النادي وضرب “شرعية ” المكتب المسير عبر فرض أجندات ذاتية بخلفيات واضحة المعالم في العودة لتسيير النادي ولكن من النافذة الضيقة وليس من باب القانون. هذه الجهات لم تُقدّم أي دعم مالي في هذه الظرفية أو تُقْدِمَ على خطوات عملية لحل الإشكالات المالية التي يعاني منها النادي في وقت تمارس فيه بروباغندا إعلامية وإطلاق تصريحات تستهدف استمالة الجماهير والضغط على السلطات للقبول بالأمر الواقع وإجبار المكتب المسير على الاستقالة.
المكتب المسير الشرعي لا يبدو أنه منساق وراء الصراعات التي برزت في الأيام القليلة الماضية بين بعض المسيرين السابقين والتي تدور رحاها على رقعة ومقر النادي، حيث أن الوضع القانوني يقف لجانب الرئيس أزروال وأعضاء مكتبه، في انتظار عقد الجمع العام العادي الذي قد يحمل مفاجآت كبيرة بشأن استمرار المكتب المديري في مهامه وإكمال مدته الانتدابية التي تبقى منها ثلاث سنوات والعمل على مشروع إعادة الفريق لقسم الأضواء، وهو الهدف الذي تسعى وراءه كل الجهات بتطوان من سلطات وصية ومنتخبة.
الأسبوع القادم قد يكون حافلا بمجموعة من الأخبار الإيجابية بشأن حل ملف المنازعات لدى العصبة الاحترافية لكرة القدم وهو ما سيمكن المكتب المسير من تسوية الوضعية القانونية للاعبين الجدد والعمل على التحضير للجمع العام العادي بكل أريحية في مواجهة الضغوط التي تمارسها جهات برزت في لحظة لم تكن متوقعة بعد أن توارت خلال السنوات الماضية ولم تقم بأي مبادرة اتجاه النادي في مراحل الضعف التي عاشها بل كانت دائما تهاجم المكتب المسير، وقد تكون تمنت نزول الفريق للقسم الثاني من أجل العودة للواجهة.