يشهد حزب الاستقلال بمدينة تطوان مرحلة تنظيمية غير مسبوقة، تعكس خطة محكمة تسعى إلى تعزيز موقع الحزب وتحقيق تحوّل من الوصافة في الانتخابات الجماعية السابقة إلى الصدارة في الاستحقاقات القادمة. ويأتي هذا التحرك في مواجهة مباشرة مع حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تصدر المشهد السياسي المحلي، ويشكل التحدي الأكبر أمام تطلعات الاستقلاليين نحو رئاسة الجماعة المحلية.
أكدت مصادر مطلعة داخل حزب الاستقلال أن الحركة التنظيمية شملت جميع المستويات، مع التركيز على التنظيمات الموازية في قطاعات الصحة والمحاماة، والتي تعتبر أذرعًا حيوية للحزب. وتستهدف هذه الاستراتيجية استقطاب الكفاءات وتعزيز اللوائح الانتخابية، فضلاً عن حشد الأصوات من داخل هذه الهيئات، ما يعزز فرص الحزب في المنافسة على المقاعد الجماعية ويزيد من تأثيره داخل المكتب المسير للجماعة.
ويأتي هذا النشاط بعد أن حل حزب الاستقلال في المرتبة الثانية خلال الانتخابات الجماعية السابقة، الأمر الذي وضعه كشريك مهم في التسيير المحلي، لكنه يسعى الآن إلى ترسيخ حضوره وتحقيق نتائج أكبر تمنحه تفويضات أوسع وصلاحيات أكبر.
يبرز اسم منصف الطوب كمرشح بارز قادر على الحفاظ على مقعده البرلماني، في مواجهة مرشحين ذوي خبرة من أحزاب عدة، من بينها التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي. ويشير محللون إلى أن تجربة الطوب داخل قبة البرلماني وحضوره الميداني وإثارته لأسئلة تهم الشأن المحلي تمنحه ميزة نسبية في هذه المنافسة، خصوصا في الفضاءات القروية التي قد تحسم النتائج النهائية.
يركز حزب الاستقلال جهودا كبيرة على الجماعات القروية بإقليم تطوان، من خلال تأسيس فروع جديدة واستقطاب أصوات البادية الحاسمة في النتائج. ومع اعتماد وزارة الداخلية للقاسم الانتخابي الحالي، الذي يتيح منافسة مفتوحة ويحتمل نتائج مفاجئة، يبدو أن الاستقلاليين يضعون رهاناتهم على المكاسب في هذه المناطق لتعزيز موقعهم البرلماني.
تعتبر الانتخابات التشريعية المرتقبة صيف 2026 اختبارا حقيقيا لقوة حزب الاستقلال على المستوى المحلي. فنتائج هذه الاستحقاقات ستحدد قدرة الحزب على مواجهة منافسيه، وتعكس نجاح استراتيجيته التنظيمية والسياسية، كما ستعطي مؤشرات حول تحسين أدائه في الانتخابات الجماعية المقررة صيف 2027.
ويعكف الحزب على الجمع بين العمل التنظيمي والتحركات الميدانية لتعزيز حضوره وإقناع الناخبين بقدرته على التسيير المحلي الفعال، في خطوة تهدف إلى تأكيد مكانته كلاعب رئيسي في المشهد السياسي لتطوان وإقليمها.