وجدت الحكومة المغربية نفسها في موقف حرج بعد أن أعلنت إسبانيا عن قيادة حملة أوروبية لإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي، بدعوى أنه يضر بالصحة العامة ولا يحقق أي فائدة طاقية، في وقت ما تزال فيه الرباط متمسكة بتوقيت غرينتش +1 طيلة السنة، رغم الرفض الشعبي الواسع والتحذيرات الطبية المستمرة.
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أكد أن تغيير الساعة الموسمي «ممارسة عفا عليها الزمن»، مشيرا إلى أن حكومته ستقترح على المجلس الأوروبي إنهاء هذا النظام نهائيا. وتؤكد مدريد أن التوقيت الصيفي أصبح «عبئا على الصحة والنوم»، وأنه لم يعد متماشيا مع نمط الحياة الحديث.
في المقابل، يواصل المغرب اعتماد الساعة الإضافية منذ سنة 2018، وسط انتقادات واسعة من خبراء الصحة والتربية، الذين يؤكدون أن اختلال الساعة البيولوجية الناتج عن هذا القرار يؤدي إلى اضطرابات في النوم، توتر نفسي، وتراجع في الأداء الدراسي والمهني، خاصة خلال أشهر الشتاء حين يضطر المواطنون للخروج إلى أعمالهم قبل شروق الشمس.
ويرى مراقبون أن المبادرة الإسبانية الأخيرة تكشف عزلة الموقف المغربي في هذا الملف، وتضع الحكومة أمام ضرورة مراجعة سياستها الزمنية بما يتماشى مع التحولات الأوروبية والاعتبارات الصحية والاجتماعية التي تهم ملايين المغاربة.