نجحت قوات الحرس المدني الإسباني في تفكيك شبكة إجرامية تنشط في تهريب المهاجرين غير النظاميين من المغرب إلى الأراضي الإسبانية، وذلك في عملية أمنية واسعة أُطلق عليها اسم “باركيرا”، شملت مناطق سبتة والجزيرة الخضراء وبلدة كوين بجنوب البلاد.
وأسفرت العملية، التي وُصفت بأنها من أكبر الضربات الأمنية ضد شبكات تهريب البشر خلال العام الجاري، عن اعتقال 11 شخصا يشتبه في تورطهم ضمن تنظيم إجرامي منظم يمتد عبر مدن متعددة.
وأمرت قاضية التحقيق بإيداع جميع الموقوفين السجن الاحتياطي دون إمكانية الإفراج بكفالة، نظرا لخطورة التهم ومخاوف الهروب أو إتلاف الأدلة.
وبحسب ما كشفته التحقيقات، فإن الشبكة كانت تعمل منذ صيف 2024، عبر خلايا مترابطة تتولى كل واحدة منها مرحلة محددة من العملية، بدءا من تنسيق الرحلات مع مهربين في المغرب، مرورا بنقل المهاجرين على متن قوارب ترفيهية من سبتة إلى السواحل الإسبانية، وصولاً إلى إيوائهم في منازل سرية بمدينة الجزيرة الخضراء، حيث كانوا ينتظرون استكمال إجراءات تهريبهم مقابل مبالغ تصل إلى 14 ألف يورو لكل شخص.
كما رصدت الأجهزة الأمنية نقاط مراقبة سرية يستخدمها أفراد الشبكة لتحذير بعضهم من تحركات الشرطة، إلى جانب منازل-zulo لإخفاء المهاجرين فور وصولهم. وأشارت المصادر إلى أن إحدى محاولات العبور انتهت بفقدان أحد المهاجرين في البحر.
وأكد الحرس المدني أن التحقيقات التي استمرت أكثر من عام تمت في سرية تامة، واعتمدت على التنصت الهاتفي والمراقبة الميدانية، مشيراً إلى أن العملية لا تزال مفتوحة، وأن مزيدا من الاعتقالات قد تنفذ خلال الأيام المقبلة لاستكمال تفكيك الشبكة بشكل نهائي.