تحت القائمة

منصف الطوب يدافع عن إدماج مغاربة العالم في الإحصاءات السياحية

شهد اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، المنعقد يوم الثلاثاء 4 نونبر الجاري، نقاشا محتدما حول طريقة احتساب مغاربة العالم ضمن إحصاءات السياح الوافدين إلى المغرب، وذلك خلال مناقشة مشروع الميزانية الفرعية لوزارتي السياحة والصناعة التقليدية.

في قلب هذا النقاش، برزت مداخلة البرلماني منصف الطوب، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، كواحدة من أبرز المداخلات التي أثارت الجدل وأعادت صياغة الإشكال من زاوية مغايرة. فقد اعتبر الطوب أن استبعاد مغاربة العالم من أرقام السياحة “منطق غير منصف” ويعكس ازدواجية في التعامل مع هذه الفئة الحيوية من المغاربة.

وقال الطوب في تدخله إن “مغاربة العالم ينظر إليهم كمصدر للعملة الصعبة حين يتعلق الأمر بالتحويلات المالية، لكن حين ننتقل إلى المجال السياحي يتم استبعادهم من الإحصاءات الرسمية”، مضيفًا بحدة : “مغاربة العالم هم السائح رقم واحد، يصرفون، ويسافرون، ويقيمون في الفنادق، فلماذا لا يعترف بدورهم في تنشيط الاقتصاد السياحي الوطني؟”.

مداخلة الطوب لم تكن مجرد دفاع عن رقم أو إحصاء، بل حملت في طياتها رؤية أعمق لمكانة مغاربة العالم في الدورة الاقتصادية والاجتماعية للمغرب. فقد بدا من حديثه أنه يدعو إلى إعادة تعريف مفهوم “السائح” بما يتجاوز النظرة التقنية الضيقة، نحو مقاربة أكثر إنصافا تعترف بمساهمة الجالية في إنعاش قطاعات متعددة، من النقل والفندقة إلى التجارة والخدمات المحلية.

كما تلتقي هذه الرؤية مع التوجهات الاستراتيجية للدولة في تعزيز ارتباط مغاربة العالم بوطنهم الأم، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه الجيلين الثالث والرابع من المهاجرين، والذين باتت علاقتهم بالمغرب تتطلب مبادرات عملية للحفاظ على الارتباط الوجداني والاقتصادي بالبلد.

مداخلة منصف الطوب جاءت لتعبر عن نفس وطني يؤكد أن الجالية ليست زائرا عابرا بل جزء من دينامية البلد، وأن الاعتراف بمساهمتها لا يجب أن يختزل في التحويلات المالية، بل يمتد إلى مكانتها في السياسات العمومية وفي الصورة الإحصائية للمغرب نفسه.

تحت المقال