تحت القائمة

الركراكي يصر على نهجه “المقدّس” ويغلق الباب في وجه الجيل الجديد

عماد بنهميج / تطواني

على بعد أسابيع قليلة من انطلاق كأس أمم إفريقيا، يصر الناخب الوطني وليد الركراكي على المضي في نهجه “المقدّس”، وكأنه يملك وصفة سرية لا يحق لأحد مناقشتها. مدرب المنتخب الوطني المغربي، الذي حظي بإجماع جماهيري بعد ملحمة المونديال، يبدو اليوم أكثر تمسكا بعاداته القديمة وأكثر انغلاقا أمام جيل جديد من المواهب التي تصنع الحدث في أوروبا، بينما هو يكتفي بإعادة تدوير نفس الأسماء، مهما تراجع عطاؤها.

قائمة المنتخب الأخيرة لمواجهة الموزمبيق وأوغندا وصفت من طرف الشارع الرياضي بـ”المخيبة”، إذ أعادت إلى الواجهة أسماء فقدت بريقها، مثل رومان سايس (38 سنة)، الذي تراجع مستواه بشكل واضح منذ فترة، بينما تم تهميش أسماء شابة لامعة أبرزها سفيان الكرواني، أفضل ظهير أيسر في الدوري الهولندي هذا الموسم، وعمر الهلالي، الرسمي في صفوف نادي إسبانيول الإسباني.

أسئلة كثيرة تفرض نفسها: هل يخشى الركراكي من زعزعة توازن غرف الملابس بإدخال عناصر جديدة؟ أم أنه أسير الولاءات االتي كونها بعد المونديال؟

الكرواني، بأرقامه المبهرة (11 تمريرة حاسمة و3 أهداف)، لم يجد مكانا في تشكيلة الركراكي، في حين نال أيوب بودلال استدعاء غريبا لتعويض غعياب نايف أكرد. المفارقة لم تمر مرور الكرام على الجمهور، الذي تساءل عن المعايير الحقيقية التي يعتمدها الركراكي في اختياراته. هل هي الجاهزية الفنية؟ أم الولاء والثقة العمياء؟

المدرب الوطني لا يكتفي بتجاهل المتألقين في أوروبا، بل يمتد “جموده الفني” إلى تهميش لاعبي منتخب الشباب الذين برزوا في مونديال الشيلي، وعلى رأسهم المدافع الواعد باعوف، الذي كان من الطبيعي أن يمنح فرصة “الاستئناس” بأجواء المنتخب الأول، خصوصا في ظل إصابة نايف أكرد وغيابه المبارتين الوديتين القادكتين ضد الموزمبيق وأوغندا.

وليد الركراكي اختار كعادته الطريق السهل المتمثل بالثقة في نفس الأسماء، والرهان على الحرس القديم. وهو خيار قد يبدو “مريحا” من الخارج، لكنه يحمل في طياته مخاطرة كبيرة بمستقبل المنتخب، خصوصا أن المنافسة القارية المقبلة لن ترحم أي هفوة أو ضعف في العمق الدفاعي.

المفارقة أن المغرب يملك اليوم أحد أغزر الأجيال موهبة في تاريخه الحديث، لكن مدربه يبدو وكأنه يقاوم التغيير بكل ما أوتي من إصرار. وبقدر ما يدافع الركراكي عن “مشروعه”، بقدر ما يبتعد عن روح التجديد التي يحتاجها أي منتخب يطمح للمنافسة القارية. فالجماهير لم تعد تبحث عن الأعذار، بل عن رؤية واضحة تعيد الأمل في منتخب يمثلهم حقا.

ففي كرة القدم، لا وجود لـ “النهج المقدّس” — هناك فقط من يقرأ الزمن جيدا، ومن يظل عالقا في لحظة مجده الماضية.

تحت المقال