تحت القائمة

تطوان تطلق دراسات ميدانية لإيجاد حلول لأزمة السير والجولان

📝 عماد بنهميج / تطواني

تعيش مدينة تطوان كل صيف على وقع اختناق مروري حاد، إذ تتحول شوارعها ومحاورها الرئيسية إلى مسارات مزدحمة بالسيارات القادمة من مختلف جهات المغرب والمتجهة نحو المدن الساحلية المجاورة مثل مرتيل والمضيق وواد لاو. وتظهر معطيات حصرية أن تطوان استقبلت خلال موسم الصيف الأخير حوالي 50 ألف سيارة إضافية، مما ضاعف الضغط على البنية الطرقية المحدودة للمدينة.

ويعد هذا التدفق الكبير للزوار أحد أبرز الأسباب التي تجعل من تطوان، خلال أشهر الصيف، ممرا رئيسيا لعبور المسافرين نحو الساحل عبر الطريق الدائري، الذي يشهد بدوره اكتظاظا كبيرا، خصوصا عند مدارة كويلمة، حيث تتقاطع حركة المرور بين الداخل والخارج، وتزداد الصعوبات بسبب وجود ممرات الراجلين القريبة من المداراة، ما يؤدي إلى توقفات متكررة وتعطيل انسيابية السير.

من جهة أخرى، يشكل قطاع النقل الحضري جزءا من معادلة السير والجولان بالمدينة. ففي الوقت الذي تعتمد فيه تطوان على ما بين 70 و80 حافلة فقط لتغطية حاجيات التنقل اليومي، تستعد خلال الأشهر المقبلة لاستقبال 194 حافلة جديدة في إطار مشروع تجديد وتوسيع الأسطول الحضري. ورغم الطابع الإيجابي لهذه الخطوة، فإنها تطرح تحديات عملية تتعلق بتوفير محطات وقوف وتنظيم مسارات جديدة تتناسب مع حجم الأسطول المنتظر.

ويرى متتبعون للشأن المحلي أن الشبكة الطرقية الحالية باتت متجاوزة، إذ لم تعد تواكب الزيادة السكانية واتساع المجال العمراني للمدينة. ولهذا، تعمل السلطات المحلية على بلورة دراسات تقنية وميدانية لإيجاد حلول عملية ومستدامة لمعضلة السير والجولان، خاصة في النقاط السوداء التي تعرف ضغطا متكررا على مدار السنة.

ووفق معطيات حصرية، من بين الحلول التي يجري تدارسها، تغيير اتجاهات بعض الشوارع من ذهاب وإياب إلى اتجاه واحد لتخفيف حدة الازدحام، إلى جانب استكمال أشغال طريق الحزام الأخضر، وفتح طرق جديدة من شأنها إعادة توزيع حركة المرور. كما سيتم تثليث الطريق الدائري لتوسيع قدرته الاستيعابية، مع إمكانية إنجاز ممرات تحت أرضية في بعض المواقع الحساسة إذا ما سمحت طبيعة التربة والمجال الحضري بذلك.

وفي السياق نفسه تشير مصادرنا، إلى أن المصالح التقنية بالمدينة تعمل على إعداد دراسات لإنشاء مواقف سيارات تحت بعض الساحات الكبرى بحي الولاية، في إطار رؤية تروم تخفيف الضغط عن الشوارع الحيوية وتنظيم ركن السيارات بطريقة حديثة ومستدامة. هذا المشروع يتوقع أن يشكل نقلة نوعية في تدبير الفضاء الحضري إذا ما جرى تنفيذه وفق معايير هندسية دقيقة وتخطيط شمولي متكامل.

في انتظار تفعيل هذه الرؤية، تظل تطوان — رغم حيويتها وجمالها العمراني — رهينة زحمة السير واختناق المرور، في مشهد يتكرر كل صيف، ويضع المدينة أمام تحد متواصل بين جاذبيتها السياحية وقدرتها على التنظيم الحضري المستدام.

تحت المقال