تحت القائمة

فراغ أمني يفتح “حجرة اللبابة” أمام عملية تهريب دولية ضخمة بالسطيحات

تحقيق خاص / تطواني

في واحدة من أكبر عمليات التهريب التي عرفها الساحل الشمالي خلال السنوات الأخيرة، تحولت النقطة البحرية المعروفة محليا باسم “الحجرة اللبابة” بضواحي السطيحات، إلى منصة مفتوحة لعبور المخدرات، في ظروف أثارت الكثير من الريبة حول غياب الأجهزة المكلفة بحماية البر والبحر.

مسرح العملية ..  موقع منعزل وصمت غير عادي

تقع “الحجرة اللبابة” قرب مطرح النفايات المحاذي للشاطئ، وهو موقع يصعب الاقتراب منه دون إثارة الانتباه. لكن ليلة العملية، تقول مصادر الجريدة، بدا المكان وكأنه “مفرغ من الحراسة”، إذ اختفت الدوريات البرية والبحرية بالكامل، بما في ذلك التشكيلات المعروفة محليا بـ“الخضر” و“الحمر” و“الشماعة”.

هذا الغياب الشامل منح المنظمة المنفذة للعملية فسحة زمنية كافية لإتمام عملية توقفت في الموقع، جهزت معداتها، حملت الحمولات، ثم انطلقت دون أي اعتراض. ووفق ذات المصادر فقداعتمدت الشبكة على زورقين نفاثين من نوع “فانطوم”، وهي زوارق سريعة تستخدم عادة في شحن كميات كبيرة من المخدرات عبر مسافات طويلة.

وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن العملية لا تدخل في خانة “التهريب العادي”، بل ضمن العمليات الكبرى التي تتطلب قدرات لوجستية وتنظيمية وبشرية عالية.

حمولة ضخمة .. “الخضر” و“الحمر” و“الشماعة” 

تكشف المعلومات التي حصلت عليها الجريدة أن التكلفة الإجمالية للعملية اقتربت من مليار سنتيم، توزعت على مبالغ لـ“الشماعة” مقابل تجميد أي تحرك، وأموال موجهة لـ“الخضر” و“الحمر” في البر والبحر وحصص لفرق “الحمالة” التي تولت العمل الميداني.

هذه الأرقام تؤكد أن العملية مشروع منظم بميزانية ضخمة، وأن الأطراف المسؤولة تملك القدرة على شراء الصمت وتأمين البيئة المناسبة للتهريب. وتطرح سؤال محوري: من غاب… ومن سهّل؟

الغياب المتزامن لأجهزة المراقبة يطرح احتمال وجود تواطؤ بالصمت. فالعملية لم تكن خاطفة، بل امتدت على مراحل واضحة.

وتشير مصادر الموقع، إلى أن الأمر يتجاوز مجرد “إهمال”، ويقترب من تناغم صامت بين أطراف تعرف بعضها البعض، لكل منها مصلحة في تمرير هذه الشحنة تحديدا، نظرا إلى مكانة ” البارون  “الذي يقف خلف العملية.

ما الذي سيُكشف لاحقًا؟

يعمل الموقع على إعداد سلسلة حلقات استقصائية ستكشف:

طبيعة الصراعات التي سبقت العملية.

الأطراف التي فرضت قرارها النهائي.

كيفية تأمين “الفراغ ” ليلة التنفيذ.

وأخيرا، خيوط الشبكة التي تتحكم في الشريط الساحلي منذ شهور.

تحت المقال