تحت القائمة

أسطول جديد بتطوان .. هل يعيد الاعتبار لذوي الإعاقة في النقل العمومي ؟

على بعد أسابيع من شروع تطوان في اعتماد خدمة نقل حضري جديدة، تزداد التطلعات بشأن الأسطول المرتقب إدخاله إلى المدينة، خاصة بعدما أصبح موضوع ولوجيات ذوي الإعاقة أحد أبرز مطالب الساكنة منذ سنوات، في ظل عجز الحافلات الحالية لشركة ” إيصال المدينة ” عن تلبية أبسط شروط الاستعمال الآمن والمستقل.

وتعول تطوان على الحافلات الجديدة، التي من المنتظر أن تبدأ العمل خلال دجنبر من سنة 2025، لتجاوز هذا الإقصاء المزمن، إذ تشير المعطيات الأولية إلى أن الأسطول القادم سيعتمد مركبات منخفضة الأرضية ومزودة بمنحدرات أوتوماتيكية للكراسي المتحركة، إضافة إلى فضاءات داخلية واسعة ومهيأة خصيصا لضمان حركة آمنة للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية والبصرية والسمعية.

وتتضمن المواصفات التقنية المنتظرة تجهيزات أساسية، مثل أنظمة الإرشاد الصوتي والبصري داخل الحافلة، ومقابض موزعة وفق معايير الولوج المستقل، وهو ما يفتقده تماما الأسطول الحالي الذي ما يزال يعتمد درجات مرتفعة وهيكلا غير مناسب، ما يجعل استعماله شبه مستحيل بالنسبة لفئات واسعة من المواطنين.

مصادر من الجهات المشرفة على المشروع تؤكد أن إدماج الولوجيات لم يعد خيارا تقنيا ثانويا، بل “تحولاً قيمياً” في طريقة تصور النقل العمومي داخل المدينة، خاصة بعدما ظلت تطوان لسنوات خارج ركب المدن التي تمكنت من توفير حد أدنى من شروط الولوج الكريم والعادل لذوي الإعاقة.

وينتظر أن تُسهم هذه الحافلات الجديدة في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، خصوصا في الأحياء ذات الانحدار المرتفع حيث شكلت الدرجات العالية للحافلات القديمة حاجزا فعليا أمام استعمال النقل الجماعي.

وفي حال احترام دفتر التحملات وتفعيل المعايير الوطنية للولوج، يمكن لتطوان أن تصبح من أوائل مدن الجهة التي تعتمد فعليا مبدأ “الولوج الشامل” في حافلاتها الحضرية، بما ينهي سنوات طويلة من تهميش الفئات الهشة ضمن منظومة النقل.

تحت المقال