تحقيق إسباني يمتد إلى مسؤولين مغاربة في صفقة ميناء القنيطرة
كشفت وثائق تحقيقات الحرس المدني الإسباني أن مشروع الميناء الجديد بمدينة القنيطرة جذب اتصالات على مستوى سياسي بين مسؤولين إسبان ووزراء مغاربة، بينهم وزير الطاقة المغربي ورئيس بلدية القنيطرة آنذاك، عزيز رباح، الذي كان ضمن أجندة اللقاءات الرسمية للوفد الإسباني خلال زيارته للمغرب.
وبحسب التقرير، فإن هذه الاتصالات جاءت في سياق مساع دعمها قياديون في الحزب الاشتراكي الإسباني، وفي مقدمتهم سانتوس سيردان، الذي أبدى—بحسب المحققين—اهتماما غير معتاد بالمشروع رغم عدم شغله منصبا حكوميا.
وتشير التحقيقات إلى أنه حرص على إدراج كولدو غارسيا ضمن الوفد الرسمي لوزارة النقل للمشاركة في الاجتماعات التي كان أحد محاورها دور الشركات الإسبانية في مشروع ميناء القنيطرة.
كما تتضمن التحقيقات رسائل متبادلة لاحقة، في ديسمبر 2019، تشير إلى ممارسة «ضغوط على المغرب» لدفع عملية ترسية المشروع، وهو ما يفسّره المحققون على أنه استمرار للوساطة السياسية بعد أشهر من الزيارة الرسمية، رغم عدم توقيع العقد آنذاك.
وتضع وحدة الجرائم الاقتصادية هذا النشاط ضمن نمط متكرر يجمع بين الوساطة السياسية والتواصل مع شركات مثل «أكسونا» و«سيرفينابار»، وسط شبهات تحصيل منافع غير مباشرة.
ويأتي توسع التحقيق ليشمل الاتصالات مع مسؤولين مغاربة في إطار توسيع دائرة قضية كولدو، التي لم تعد مقتصرة على صفقات شراء الكمامات خلال الجائحة، بل امتدت إلى مشاريع دولية وتدخلات سياسية غير رسمية بين مدريد والرباط.
ويمثل سانتوس سيردان حاليا أمام القضاء الإسباني في حالة حبس احتياطي بتهم تتعلق بالاتجار بالنفوذ والفساد، فيما تواصل المحكمة الوطنية تحليل الوثائق التي تشير إلى اتصالات شملت وزراء ومسؤولين مغاربة في سياق مشروع ميناء القنيطرة.