تحت القائمة

أزمة جزيرة ليلى .. تفاصيل وأحداث تروى لأول مرة

نقلا عن صحيفة : إلفارو سبتة

بعد عقدين من الزمن على أزمة جزيرة ليلى التي اندلعت بين المغرب وإسبانيا، يكشف رئيس الوزراء السابق خوصي ماريا أثنار عن ضغوط فرنسية على سيادة هذه الأراضي.

أزمة على شفا صراع مسلح

ويؤكد أثنار ذلك في الفيلم الوثائقي الصادر مؤخرًا بعنوان “جزيرة بيريخيل، الحرب التي لم تكن”، والذي يروي الأيام العصيبة لتلك المواجهة بين إسبانيا والمغرب للسيطرة على الجزيرة الصغيرة غير المأهولة

يُعيد الفيلم الوثائقي، الذي أنتجته صحيفة “لا أفينتورا” وبثته قناة RTVE، بناء على لقطات أرشيفية وروايات مباشرة، أحداث الأيام الخمسة من يوليو/تموز 2002 عندما احتل المغرب جزيرة ليلى الصغيرة بعشرات الجنود.

احتل المغرب الجزيرة في الحادي عشر من الشهر نفسه بعشرات الجنود، مما أثار رد فعل فورياً من الحكومة الإسبانية. وردت إسبانيا على الفور بعملية روميو سييرا، فاستطاعت استعادة الجزيرة دون إطلاق رصاصة واحدة، وهو ما سلط الضوء على التوتر في العلاقات الإسبانية المغربية.

أعطيتُ الأمر باستعادة الجزيرة

“أعطيتُ الأمر باستعادة الجزيرة. إذا فشلت العملية، فسأستقيل”، يوضح خوسيه ماريا أثنار في الفيلم الوثائقي. كان الموقف الفرنسي المبهم، والذي، بحسب تصريحات أثنار المعروفة الآن، أكثر انحيازًا للرباط مما كان يُعتقد سابقًا.

بعد ساعات، أقرت الرباط بالعملية، مدّعيةً أن هدفها كان السيطرة على الساحل للحد من التهريب، كونها منطقة ذات “وضع غامض”. لكن الفيلم الوثائقي يتضمن أيضًا تفسيرًا آخر، قدّمه صحفيون مغاربة: أن المناورة كانت “أفضل وسيلة لإزعاج أثنار”، وهي عبارة يزعمون أنها صدرت عن مستشار للملك محمد السادس، الذي كان آنذاك في السنوات الأولى من حكمه، وكانت علاقاته مع الحكومة الإسبانية متوترة.

كان واجبي الدفاع عن كل شبر من الأراضي الإسبانية”

استخدم أثنار، الذي دافع عن سياسة خارجية حازمة خلال فترة ولايته، الفيلم الوثائقي لتبرير تعامله مع الأزمة. وصرح في إحدى تصريحاته: “كان واجبي الدفاع عن كل شبر من الأراضي الإسبانية”، مؤكدًا أن تصرفات الحكومة آنذاك “بعثت برسالة واضحة مفادها أن إسبانيا لن تتسامح مع أي اعتداء على سيادتها”.

لا تُحيي تصريحاته إحدى أدق الأزمات الدبلوماسية في تاريخ الديمقراطية الإسبانية، وهي قضية سيادة سبتة ومليلية، فحسب، بل تدعو أيضًا إلى التأمل في الدور الذي لعبته بعض القوى الغربية في التوترات في شمال إفريقيا.

طلب مني شيراك تسليم سبتة ومليلية للمغرب

كشف رئيس الوزراء السابق خوسيه ماريا أثنار في ذات الشريط أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك اقترح عليه تسليم سبتة ومليلية للمغرب خلال أزمة جزيرة ليلى في يوليوز 2002.

ووفقًا لصحيفة “إل كونفيدنسيال”، يُصرّح أثنار في الفيلم الوثائقي بأن فرنسا اتخذت موقفًا مؤيدًا للمغرب بشكل واضح. يروي الرئيس السابق قائلاً: “أخبرني شيراك أن أفضل ما يمكن فعله هو تسليم سبتة ومليلية والصحراء الغربية”، مدعياً ​​رفضه القاطع لهذا الاقتراح، معتبرا إياه تدخلاً غير مقبول في مصالح السياسة الخارجية الإسبانية. وأضاف: “أجبته: لا، مستحيل“.

تُضيف هذه التصريحات، التي خرجت إلى النور بعد أكثر من عشرين عاماً على الحادثة، عنصراً جديداً ومثيراً للجدل الدائر حول سيادة المدن المتمتعة بالحكم الذاتي في المغرب. فرغم أن المغرب يُطالب تاريخياً بسبتة ومليلية، إلا أنه لم يُعلن قط أن زعيماً أوروبياً رفيع المستوى اقترح التنازل عنهما كحل دبلوماسي.

حتى الآن، لم تردّ الحكومتان الفرنسية والمغربية على تصريحات أثنار. ومع ذلك، أثارت كلماته ردود فعل قوية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الأوساط السياسية، حتى أن اقتراح شيراك وُصف بأنه “خيانة تاريخية مُقنّعة”.

تحت المقال