كل الخطب الملكية متجذرة في العمق الوطني،
واضحة في رؤيتها، صادقة في نبرتها،
تخاطب العقل والضمير، وتفتح طريق الإصلاح بروح من الغيرة والحكمة والصدق في حب الوطن والشعب.
لكن المشكل ليس في الخطب،
بل في من يتولون تنزيلها وهم لا يجيدون إلا استنزاف العلف!
ملك يُفكّر بعقل الدولة،
و”بغال” لا تُحسن سوى التهام ما أُعد للإصلاح والتنمية!
لقد صار بين فكر ملكي متقدم،
وواقع إداري راكد،
هوة من الفشل والكسل والعلف.
فما فائدة النموذج التنموي الجديد،
إن ظلّ بين أيدي من لا يفهمون منه سوى التمويل والمناصب والسلالم الإدارية؟
إنّ أعظم ما ينتظر اليوم هو ثورة في العقول قبل الهياكل،
تنزيلٌ صادق لما يرسمه الملك من مسارات التحديث،
بعقول نظيفة تؤمن بالوطن لا بالعلف.
ففي الوقت الذي يتأمل فيه الملك بعمقٍ مستقبل الأجيال،
ما زال البعض يتأمل كمية العلف في ميزانية السنة المقبلة!