ما يحدث اليوم داخل أسوار فريق المغرب التطواني لم يعد يحتمل المجاملة أو الصمت. فبينما يكد المكتب المسير، بتعاون السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، لإعادة ترتيب البيت الداخلي وإنقاذ الفريق من وضعية كارثية عاشها في الأشهر الأخيرة، يظهر بعض من يدعون الغيرة عليه، متقمصين دور المنقذ، في حين أنهم أول من يضع العصي في عجلات مسيرته.
لقد أصبح واضحا أن بعض الوجوه التي تطل أمام الكاميرات بدموع مصطنعة وشعارات جوفاء، لا تبحث سوى عن العودة إلى الواجهة بأي ثمن، ولو على حساب تاريخ الفريق ومشاعره وجماهيره. يتحدثون عن الأزمة المالية وكأنهم لم يكونوا جزءًا من أسبابها، يصرخون بالغيرة بينما أيديهم تمتد لتطعن النادي في ماله وكرامته، في سلوك لا يمت للروح الرياضية بصلة.
إن من يريد مصلحة الفريق لا يبدأ بإضعافه، ولا يلجأ إلى الحجز على ماليته وهو يعلم أنه في أمس الحاجة إلى كل درهم ليواصل مسيرته نحو الاستقرار والصعود. من يحبّ النادي يقدم له مشروعا واقعيا وخطة واضحة للنهوض، لا شروطا خيالية وتمويلات غير مضمونة. من يملك الرؤية لا يختبئ وراء الأزمات ليصنع منها سلما للعودة إلى الكرسي، ولا يزرع الفتنة بين الأنصار في سبيل مصلحة شخصية ضيقة.
ما أقدم عليه أحد الرؤساء السابقين من خطوات عدائية ضد الفريق لا يمكن تفسيره إلا بالرغبة في الانتقام أو استغلال اللحظة لإثبات حضور مفقود. لقد تعرت النوايا، وسقطت ورقة “الغيرة”، واتضح أن الهدف لم يكن حماية المغرب التطواني، بل السيطرة عليه ولو بتدميره.
إن ما يفعله هؤلاء لا يسيء للإدارة الحالية، بل إلى تاريخ النادي، وإلى جمهور عاشقٍ يقف خلف فريقه في السراء والضراء. فالغيرة الحقيقية ليست في التصريحات ولا في البكائيات الإعلامية، بل في نكران الذات ودعم النادي خلال الأزمات.
لقد آن الأوان لأن يميز الشارع التطواني بين من يخدم الفريق فعلا، ومن يستخدم اسمه مطية لأغراضه. المغرب التطواني لن يسقط، لأنه أكبر من الأشخاص، وأقوى من المؤامرات الصغيرة.