تحت القائمة

كأس الأمم كل أربع سنوات .. الكاف يعيد رسم خريطة الكرة الإفريقية

تتجه الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) نحو مرحلة جديدة من التحولات الكبرى، بعد المصادقة على حزمة قرارات تنظيمية تهم كأس الأمم الإفريقية واستحداث مسابقة دوري الأمم الإفريقي، وهي قرارات ستترك تبعات مباشرة على المنتخبات، الأندية، والعلاقة مع الكرة الأوروبية.

وحسب معطيات متطابقة، فإن قرار إقامة كأس الأمم الإفريقية كل أربع سنوات بدل دورتين في نفس الدورة الزمنية، لم يكن محل إجماع داخل الكاف تاريخيا. إذ سبق للرئيس الراحل عيسى حياتو أن رفض هذا المقترح بشكل قاطع، معتبرا أن البطولة الإفريقية تمتلك خصوصيتها الزمنية والرمزية، ولا يجب أن تخضع لإملاءات أو توصيات خارجية مرتبطة بالأجندة الدولية.

في المقابل، تنطلق رؤية الرئيس الحالي باتريس موتسيبي من منطق مختلف، يقوم على ضرورة الانسجام مع الروزنامة العالمية، وتفادي التضارب مع كأس العالم، وهو ما دفع الكاف إلى برمجة كأس الأمم الإفريقية في الأعوام الزوجية، بالتزامن مع بطولة أمم أوروبا والألعاب الأولمبية.

هذا التوجه من شأنه، نظريا، أن يضعف حجة الأندية الأوروبية في رفض تسريح لاعبيها للمنتخبات الإفريقية، خصوصا إذا أُقيمت البطولة صيفا. غير أن سيناريو تنظيم الكان في فصل الشتاء يبقى واردا، خاصة في بلدان جنوب الصحراء، ما يعيد الإشكال من زاوية “الشتاء الأوروبي” لا الإفريقي.

وبخصوص نسخة 2028، فإن ضيق الوقت يفرض على الكاف خيارات محدودة، إذ يستبعد عمليا خيار التنظيم المشترك. ومع استبعاد المغرب (منظم النسخة الحالية) ومصر (منظمة نسخة 2019)، تبدو جنوب إفريقيا والجزائر أبرز المرشحين القادرين على احتضان البطولة دون عراقيل تنظيمية كبيرة.

في المقابل، سيعود خيار التنظيم المشترك بقوة ابتداءً من 2032، خاصة بعد تجربة كينيا وتنزانيا وأوغندا في نسخة 2027، مع توقعات بأن يكون غرب القارة الوجهة الأبرز لهذا النموذج.

أما بخصوص دوري الأمم الإفريقي، فمن المنتظر أن يرى النور بداية من سنة 2029، بنظام يعتمد مبدئيا على التقسيم الجغرافي بدل مبدأ المستويات المعتمد أوروبيا. وهو ما يعني تكرار مواجهات “الديربيات” الإقليمية، مثل مواجهات مصر وتونس والجزائر والمغرب وليبيا، ما يطرح تساؤلات حول عامل الجاذبية والتجديد.

هذه التعديلات الكبرى لن تقف عند حدود المنتخبات، بل ستلقي بظلالها على مسابقات الأندية الإفريقية، وسط حديث متزايد عن احتمال إلغاء كأس الكونفدرالية، مقابل توسيع قاعدة المشاركة في دوري أبطال إفريقيا، في وقت يسود فيه تخوف داخل الكاف من إجراء تغييرات جذرية ومتزامنة قد تربك المنظومة الكروية القارية.

تحت المقال