تحتضن مدينتي تطوان ومرتيل من 2 الى 4 ماي القادم المؤتمر المتوسطي للمدن الذكية، تحت شعار ” نحو مستقبل مرن ومستدام للحياة الحضرية ” من طرف المدرسة المغربية لعلوم الهندسة بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي والمدرسة العليا للأستاذة
المؤتمر من المؤكد أنه سيطرح الكثير من التساؤلات التي تحتاج لإجابات صريحة حول مقومات مدينة تطوان ومدن الساحل في التحول نحو مصاف المدن الذكية. مدن تفتقر بشكل للبنية التحتية لتعزيز التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والعمرانية وغير ذلك، والذي ينعكس بدوره على الخدمات التي تقدمها الجماعات النرابية في مختلف القطاعات، مثل السكن، والنقل، والنظافة وخدمات الإدارات العمومية.
يُعرِّف الاتحاد الدولي للاتصالات (UIT) المدينة الذكية على أنها مدينة مبتكِرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية والقدرة على المنافسة، مع ضمان تلبية احتياجات الأجيال الحالية والقادمة في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
تطوان التي فقدت بريقها منذ سنوات وتم تقزيمها من ولاية مترامية الأطراف إلى مجرد عمالة وإقليم بسبب مشروع الجهوية الموسعة الذي لم يراعي الخصوصيات التاريخية للمدينة، لا تمتلك بنية اقتصادية وتحتية قوية تمكنها من منافسة المدن الكبرى بالمغرب لدخول مصاف المدن الذكية، التي تحتاج أولا القيام بدراسات لتحليل الوضع الحالي للمدينة وتحديد الأولويات والمجالات التي يجب تحسينها، وبعد ذلك وضع خطة شاملة لتطوير المدينة بشكل ذكي وفعال عبر تحسين شبكات الاتصالات والإنارة باستعمال الطاقة النظيفة والمياه والنقل وتجويد الخدمات العمومية.
كيف لمدينة مازال فيها النقل الحضري يعد أحد الإشكالات سواء من ناحية الأداء وجودة الأسطول ومواقف الحافلات وتوقيت خروجها ومرورها، أن تتحول لمدينة ذكية بينما مدن مغربية انتقلت نحو استعمال حافلات الطاقة النظيفة والترامواي مما يساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
نجاح المدن الذكية بالمغرب، يحتاج أولا لوجود بنية تحتية ملائمة، قادرة على استخدام واستيعاب التقنيات والوسائل والأدوات التكنولوجية المستقبلية، وتغيير الجماعات الترابية نمط تدبيرها لبرامجها ومشاريعها بشكل تقليدي، إلى التوجه نحو استعمال التكنولوجيا والتطبيقات الذكية في جميع برامجها وخططها المستقبلية كالنظافة والإنارة والنقل وحركة المرور ومواقف السبارات الذكية.
المسؤولون الترابيون بتطوان وعمالة المضيق يجب عليهم وضع هذا المؤتمر ومخرجاته وتوصياته كرؤية مستقبلية لتحسين أداء القطاعات المرتبطة بالتدبير المفوض في مجالات النقل والنظافة والماء والكهرباء من أجل وضع الخطوات الأولى نحو طريق المدن الذكية.