الجمع العام لنادي المغرب التطواني يوم 23 غشت الجاري لم يكن ” عاديا “. كل الظروف كانت مهيأة لانتقال سلطة القرار من لجنة مؤقتة إلى مكتب مسير بقيادة المرشح يوسف أزروال ولائحته الوحيدة المشكلة من أعضاء اللجنة وأسماء أخرى من العهد البائد لمرحلة ” الغازي “.
ما حدث على النقيض تماما، غاب ممثل الجامعة بشكل غير مفهوم ونصاب لم يكتمل بطريقة مخطط لها من جهة حاولت إفشال الجمع العام لغاية في نفس يعقوب. وانطلقت التطاحنات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة إما لفهم مجريات الأمور أو للدفاع عن جهة ما، لكن الغالب كان هو الإجماع على رئيس اللجنة المؤقتة والمرشح لقيادة سفينة الفريق والدعم الذي حظي به من طرف فعاليات متعددة.
التطاحنات عبر فضاءات التواصل الاجتماعي انصبت على مناقشة الأشخاص وهو مؤشر على وجود صراعات وتصفية حسابات، وهذا واحد من الجدال العقيم الذي لا ينفع ولا يضر الفريق في اي شيء. فالأشخاص مهما كان اسمها ومكانتها ووضعيتها وحتى أهدافها تبقى مجرد حَلقة عابرة تنتهي مهتمها مع نهاية ولايتها، لكن الأهم الذي نسيه الجمهور في خضم هذا النقاش. هل يوجد مشروع للارتقاء بالعملية الرياضية داخل النادي ؟ أية أهداف آنية ومستقبلية سنراهن عليها في الظروف الحالية ؟ وكيف يمكن تخليص النادي من أيدي التحكم ؟.
الإشكال الحقيقي الذي يعانيه نادي المغرب التطواني هو علاقته بالشركة الرياضية والغموض الذي يلف تأسيسها ووضعيتها الإدارية والمالية واستمرار أشخاص يجمعون بين مهتمين داخل النادي والشركة معا، الأمر الذي يطرح الكثير من الإشكالات عند اختلاف الرؤى والأهداف بين رئيس النادي ورئيس الشركة التي يخولها القانون التوقيع على العقود الاحترافية للاعبين.
توسيع لائحة المنخرطين ووضع شروط لحضور الجمع العام وأخرى للتصويت وأخرى للترشح من خلال سومة الانخراط المؤدى قد يساهم في رفع الوصاية والتحكم في مجريات الجموع العامة وتحصين النادي أمام جميع محاولات الابتزاز والإفشال المتعمد وربما الانتقام من الماضي الذي أغرق الفريق في دوامة من الأزمات المتراكمة مازال النادي يدفع ثمنها لحد الساعة.
الفريق مقبل على استحقاقات البطولة ودوري التميز في ظل استمرار المؤقت، إذ أن الجمع العام القادم سيعقد شهر شتنبر بعد إجراء الفريق لمباراته الأولى ضمن البطولة بملعب سانية الرمل وهو ما يضع اللجنة تحت ضغط الإعداد للمواجهة وتحفيز اللاعبين لتحقيق الفوز من أجل بث نوع من الثقة في صفوف الجمهور الذي لا يعرف لحد الساعة رده داخل الملعب، ومن جهة أخرى استمرار المشاورات لإعادة صياغة لائحة جديدة تضم كفاءات قادرة على تقديم الدعم ولو بالاستشارة والمقترحات خاصة بعد الحديث عن انسحاب عضو من العهد البائد من لائحة أزروال.
اللجنة والمكتب القادم مطالب أيضا بوضع حد لكل الانفلاتات الماضية وارتهان النادي تحت تحكم وكلاء اللاعبين وعبثهم بمصير الفريق عبر تسويق الخردة التي تحت أيديهم ولي ذراع المسيرين بالديون المطوقة لعنوقهم وتهديدهم بمقصلة ” النزاعات “. الرهان على أبناء النادي وجعلهم الأغلبية في لائحة 25 التي يتم وضعها بالعصبة الاحترافية هو الكفيل الوحيد للخروج من عنق زجاجة الوكلاء وتهييء فريق المستقبل من أبناء المدينة قادر على حمل المشعل وإعادة الأفراح لملعب سانية الرمل.