جزيرة غوميرا المحتلة.. أقصر حدود في العالم بين المغرب وإسبانيا

في الطرف الشمالي من القارة الأفريقية، على بحر البوران، تقع منطقة محتلة من طرف إسبانيا. قليل من الناس يعرفون أن هذه الصخرة الصغيرة تمثل بداية ونهاية ما يعتبر رسميًا أقصر حدود في العالم. إن العنصر الذي يحدد الفصل بين المغرب والحزذ الذي تحتله إسبانيا غير عادي بقدر ما هو رمزي يتمثل في الحبل الأزرق.

ما هي أقصر حدود في العالم وفي أي جزء من إسبانيا تقع؟

موقع Okdirio سلط الضوء على الصخرة وتاريخها من منظور وجهة النظر الإسبانية، فيما يعتبرها المغرب جزءا محتلا ضمن مجموعة من الجزر في ساحل الحسيمة إلى جانب مدينتي سبتة ومليلية.

صخرة فيليز دي لا غوميرا كما يسميها الإسبان، وهي منطقة خاضعة للسيادة الإسبانية في ساحل الحسيمة شمال المغرب. تقع مقابل موقع باديس، وهي جزء مما يسمى ساحات السيادة.

تبلغ مساحة الصخرة حوالي 19 ألف متر مربع. في حين يصل أقصى ارتفاع له إلى حوالي 87 متراً. وهنا تأتي واحدة من الحقائق الأكثر غرابة : فهي متصلة بالبر الرئيسي من خلال برزخ رملي بعرض 85 متراً، نتيجة زلزال حدث في عام 1930.

يشكل هذا الشريط الضيق، والذي بالكاد يمكن رؤيته من المنظر الجوي، أقصر حدود حاليا في العالم بين إسبانيا والمغرب الذي يعتبر الصخرة أرضا محتلة

وتؤكد وزارة الدفاع أن طول الحبل يبلغ 85 متراً بالضبط، مما يجعل فيليز دي لا غوميرا النقطة ذات أقصر مسافة حدودية معترف بها دولياً.

لا يوجد بنية تحتية للحدود. لا توجد أسوار أو معابر رسمية أو جمركية. ويُحظر أيضًا مرور الأشخاص أو المركبات عبر هذا الطوق. الحبل الأزرق هو العنصر المرئي الوحيد الذي يشير إلى نهاية الأراضي ما يمثل الإسبانية وبداية الأراضي المغربية.

تقع الصخرة تحت سيطرة المجموعة النظامية 52 للجيش، والتي تحافظ على وجود دائم في المنطقة. وعلى الرغم من صغر حجمها، فإن هذه المنطقة تضم شبكة صغيرة من المباني الدفاعية والشوارع المطلية باللون الأبيض.

تم غزو صخرة فيليز دي لا غوميرا لأول مرة من قبل إسبانيا في عام 1508، تحت قيادة المهندس والبحار بيدرو نافارو. ظلت المنطقة محل نزاعات واستعادة السيطرة عليها لعدة قرون، حتى تم دمجها بشكل دائم في السيادة الإسبانية في عام 1564.

أدى زلزال عام 1930 إلى تغيير حالتها الجغرافية. وظهور البرزخ الذي يربطها بالقارة الأفريقية. ومنذ ذلك الحين، تغير وضعها من جزيرة إلى شبه جزيرة.

وعلى عكس مدينتي سبتة ومليلة المتمتعتين بالحكم الذاتي، لا يوجد هنا تدفق للهجرة أو حياة مدنية. إنها منشأة عسكرية لا يوجد بها سكان دائمون سوى الجيش.

في الوقت الحالي، ليس لصخرة فيليز دي لا غوميرا أي قيمة اقتصادية. صيانتها تستجيب لأسباب تاريخية وإستراتيجية. منذ القرن السادس عشر كانت بمثابة نقطة مراقبة ودفاع في غرب البحر الأبيض المتوسط.

مع مرور الوقت، تم اقتراح تدابير مثل التخلي عن الموقع أو حتى هدمه، ولكن لم تتم الموافقة على أي منها.

الحبل الذي يمثل أقصر حدود في العالم له دلالات دبلوماسية. وكان ذلك سبباً للتوتر في عدة مناسبات. في عام 2012، تمكنت مجموعة من المواطنين المغاربة من الوصول إلى الصخرة وغرس أعلام المغرب، مما استدعى تدخلاً عسكرياً فورياً.

ولم تتفاقم الحادثة، لكنها كانت بمثابة تذكير بالطبيعة الحساسة للمنطقة. ومنذ ذلك الحين، واصلت الدوريات العسكرية المراقبة المستمرة، وظلت إمكانية الوصول مقيدة في كلا الاتجاهين.

تحت المقال