تحت القائمة

فلورنتينو ودور البطولة الدون كيشوتية

✍️ كتب منعم أولاد عبد الكريم

تابع أنصار كرة القدم في العالم باهتمام بالغ تفاصيل حفل الكرة الذهبية الذي تشرف عليه مجلة “فرانس فوتبال” بشراكة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA، والذي عرف تتويج لاعب المان سيتي رودري هيرنانديز، بلقب افضل لاعب في العالم خلال سنة 2024. كما كان هذا الحفل تتويجا لتألق الكرة الإسبانية في عالم المستديرة وتأكيدا لقوتها في هذا المجال. لقد حق للإسبان ان يفتخروا بحرتهم بعد حفل الأمس، وهم شركاؤنا في تنظيم مونديال 2030، وحق لهم الاحتفال بمنجزاتهم الفردية والجماعية، التي جاءت مباشرة بعد التتويج بلقب دوري أمم أوروبا، لولا أن أراد نادي العاصمة الإسبانية ريال مدريد لعب دور Aguafiestas بإفساده لتلك الفرحة وهو يقاطع الحفل لأسباب واهية جدا.

“لا وجود للعبة كرة القدم في غياب ريال مدريد عن منصات التتويج”. هكذا يفهم “أصحاب السيادة البيضاء” داخل “النادي الملكي” كرة القدم وهكذا ينظرون إليها. لا مجال فيها الا للربح والتتويح وهم مستعدون لفعل كل شيء من أجل ذلك. وهم يكرسون هذا المنظور اللامنطقي، والذي يتعارض مع قيم ومبادئ الرياضة، صاروا يعطون انطباعا سيئا عن ناديهم كمؤسسة رياضية مارقة، تمارس نوع من العربدة كلما خانتها النتائج.

إنها صورة أصبحت اليوم جل المنابر الإعلامية العالمية بما فيها المدريدية تندد بها، بل صارت أحيانا أخرى محط سخرية بسبب سخافة مثل هذه المواقف، التي يحاول فيها فلورنتينو لعب دور بطولة مزعومة بينما يجر ناديه للاصطدام بالحائط. لا يمكن أن تسبح ضد التيار الا اذا كنت تحمل تصورا راديكاليا لكيفية التعاطي مع القضايا الرياضية. لقد قام فلورنتينو بالأمس بأكبر إساءة لسمعة ريال مدريد بمقاطعته لحفل Balón D’or وقام بتدنيس شعاره بالعار حينما ألحق به صفات الذي لا يعترف الا بنجاحاته، وتخونه الروح الرياضية حينما يتوج غيره. يمكن تفهم الحالة النفسية السيئة داخل الريال بعد نكسة السبت أمام البلاوكرانا داخل حصن البرنابيو المتين (0-4)، لكن نادي بتاريخ وأبعاد ريال مدريد لا ينبغي أن يتخذ قرارات مزاجية، بناء على حالة نفسية سيئة سواء أكانت عامة أو شخصية. كما لا ينبغي أن يظل نادي بهذا الحجم خاضعا لاستبداد شخص واحد، مهما علا شأنه.

كرة القدم، كأكبر فرجة في العالم، مستمرة وباقية، بحضور او غياب ريال مدريد. والمثال هو ان أكبر خاسر في حفل الأمس كان هو ريال مدريد نفسه، الذي وضع نفسه في عزلة لن يرحمه فيها أحد. أضاف الى هزيمته صفة المنهزم السيء. لا يمكن القول بأن “المدريد لا تخضر حيث لا يحترمونها” لمجرد أن فينيسيوس لم يحضى بالكرة الذهبية، وننتظر من جمهورية كرة القدم العالمية أن تقتنع بهذه التراهة، إلا إذا كنت تعزف خارج الأوتار. إن محاولة لعب مثل هذه البطولات الدون كيشوتية ستحول نادي عريق من قيمة ريال مدريد الى مسخرة عالمية.

تحت المقال