تحت القائمة

فنان الخميس .. سعيد الهبيشة، فنان ينتصر لحركة الكائن البشري داخل مدينة تطوان

يوسف خليل السباعي/ تطواني

رغم البحث المضني عن شيء كتب عن الفنان التشكيلي سعيد الهبيشة لم أعثر على أي شيء لا في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا في ” غوغل”، ولا في أي مكان، الأمر الذي جعلني أتعامل مباشرة مع لوحاته دون الدخول في حيثيات أخرى ولا في توجهات محددة ولا في ماتتداوله (الدوكسا) أو زملائه الفنانين التشكيليين.

في لوحات سعيد الهبيشة جملة من التفاصيل الدقيقة لمعالم مدينة تطوان: أبوابها، وشوارعها، وأزقتها، وعبقها التاريخي دون إغفال، في جوانب أخرى، حاضرها، المثبت في هذه اللوحات بلمعان، وكل هذا، يتم من خلال تمازج وتشابك وتشاكل الألوان النارية المتموجة المنسابة داخل إطارها كالحرير أو كالمياه المتدفقة بحرارة لافتة للانتباه.

هذا اللمعان المائي لوينيا مصبوب في قالب يراعي التكثيف والتوازن على صعيد تجميعي. وهذا التجميع الذي يلاحظ بدقة وبرقة في لوحات الهبيشة ينطلق من عملية تصويرية وتخييلية للمدينة في أجزائها المجتمعة والمتشاركة التي ترصد وعيا بالماضي والحاضر في تغياراته دون أي ارتجاج أو ارتباك.

إن سعيد الهبيشة يجعل من الشخوص في حركتها داخل المدينة علامات على الحضور في المكان، سواء كان هذا المكان في الماضي أو الحاضر، كما يجعل من أبواب المدينة علامات على الاستمرارية والتطور في الزمن كما هو حال الديمومة.

لاشيء يمحي في لوحات الهبيشة المبدع، فكل غياب هو حضور، وكل حضور هو غياب كما هو حال الشمعة التي تنطفئ، لكنها تترك الأثر.

وهذا الأثر في لوحاته ماهو إلا تكثيف إرادي للمدينة وحركة يخوضها في المكان. فبرغم أن النظرة إلى لوحات الهبيشة تجعل المشاهد أو المتلقي يتخيل أن الشخوص واقفة، وجامدة، إلا أنها تتحرك.

إن لوحات الفنان التشكيلي سعيد الهبيشة تجعله ينتصر في عمله الفني، التشكيلي والإبداعي للكائن البشري المرتبط ارتباطا وثيقا بالمدينة في حيويتها، واستمراريتها، بمعنى أنه يعلي في وقت واحد من شأن الإنسان والمدينة من خلال محاكاة تصويرية وتخييلية تجعل من المدينة عملية تجميع توائم الدور الحقيقي والجوهري للفن التشكيلي الذي هو التجميع.

تحت المقال