” تمخض الجبل فولد فأرا “، مثل عربي ينطبق على واقع المغرب التطواني وتخبطه العشوائي في الاختيارات التقنية من لاعبين ومدربين. حطم النادي كعادته الرقم القياسي في كل موسم، وأصبح محمد بنشريفة ثالث مدرب يشرف على الفريق بعد الكرواتي داليبور وعزيز العامري المقالين من منصبهما، ومحمد لكحل الذي أزيح عن منصب مساعد المدرب لفائدة عبد السلام فارس وعادل المرابط.
لجنة تقنية مجهولة الهوية تولت اختيار المدرب، لم يتم الإعلان عن أسمائها ولا مهمتهما في بلاغ رسمي للنادي، وكأنه أريد لها الاشتغال في السر درءا للانتقادات التي قد توجه لها من طرف الرأي العام الرياضي، خاصة وأن التسريبات التي لحقت بأسماء أعضاءها كشفت محدوديتهم وخبرتهم في مجال الإدارة التقنية، وظهر ذلك جليا بعد الإعلان عن اسم المدرب الجديد محمد بنشريفة، لكن المفاجأة هي أن اللجنة عينت نفسها كمساعد للمدرب في حالة شاذة تنم عن المصلحة الخاصة على حساب مصلحة الفريق الغارق في أزمة النتائج.
محمد بنشريفة، سيرته الذاتية كمدرب لا تشفع له لقيادة الفريق التطواني في هذه الظرفية الصعبة. ثلاثة أشهر ثم الإقالة من أندية السوالم والزمامرة تلك هي إنجازات المدرب الجديد وحصيلته التي تؤشر على أن مهمته لن تكون سهلة وقد يطالب كما أولئك الذين سبقوه بمهلة للتعرف على الفريق والحكم على نتائجه، وهي المهلة التي قد تكون عصفت بالنادي إلى القسم الثاني حيث لم يتبق سوى 13 جولة منها ستة مباريات داخل الميدان وسبعة خارجها، وأصعب تلك المباريات في الخمسة دورات الأخيرة.
تساؤلات عميقة وكثيرة طرحها العديد من المتابعين والجمهور حول جدوى اختيار محمد بنشريفة والمعايير التي وقفت عندها لجنة المصالح الشخصية في اختياره، بينما سيرته الذاتية أقل بكثير من عبد الواحد بنحساين وحتى جمال الدريدب اللذان توليا الإشراف على فريق المغرب التطواني في ظروف مشابهة لوضعيته الحالية بالدوري الاحترافي.
النوادي الاحترافية والتي تحترم نفسها وجماهيرها، تعقد ندوة صحفية عندما يتم التعاقد مع مدرب جديد. اللقاء يكون فرصة لمساءلة المدرب بشأن خططه وتصوراته لمرحلة الإنقاذ ومعرفة رؤيته بخصوص جميع الأمور التي تخص الفريق، كما يكون مدة وقيمة العقد والأهداف المرسومة الآنية والمستقبلية محط استفسار على طاولة المكتب المسير. هذا طبعا لا يحدث ولا نتوقع حدوثه من مسؤولي الفريق التطواني الذين يتقنون الصمت.
تقديم المدرب الجديد وعلى غير العادة غاب عنه الرئيس يوسف أزروال وبعض أعضاء المكتب، في وقت تكفل فيه المستشار أحمد بلحداد مهمة أخذ الصورة الرسمية مع محمد بنشريفة ومساعده والمعد البدني الجديد العائد لمنصبه يوسف الرياني. تأويلات كثيرة قد تصاحب هذه الصورة بعد أن تعود جميع أعضاء المكتب التواجد مع المدرب عزيز العامري، وقد تكون مؤشر على خلافات داخلية أو عدم رضى عن الاختيار الجديد وبالتالي تجنب الأعضاء التواجد درءا لتحميلهم المسؤولية فيما بعد أو أن يجدوها فرصة للتبرء من هذا التعاقد إذا لم تسري الأمور كما يجب على مستوى النتائج.
الخلاصة أن نادي المغرب التطواني تحول مثل رأس اليتيم الذي يتعلم فيه المبتدؤون ” الحسانة ” كما يقول المثل الشعبي العام، وبات الفريق حقل تجارب للمدربين العاطلين عن العمل. يبقى النجاح الوحيد هو ضمان الأجر الشهري وباقي الحقوق المالية التي سيجنوها بعد الانفصال أو الإقالة، سواء بالتراصي أو غرفة النزاعات. السيناريو ربما يكرر نفسه وسنجد بعد نهاية الموسم أنفسنا أمام لجنة مؤقتة جديدة ستختارها وستعينها السلطة مرة أخرى.
