كيف يمكن لنا أن نتحرر من البلاهة والغباء في المجالين الأدبي والنقدي؟
✍️ يوسف خليل السباعي
لا يمكن لي وأنا أضع هذا العنوان إلا أن أفكر في البلاهة والغباء من جانب، والذكاء من جانب آخر. إن إنتاجية أدبية أوممارسة نقدية أو لأقل بالجمع، حتى أبسط، إن الإبداع الأدبي والنقدي هو كتابة ( سيعترض أحدهم ويسأل كيف لك أن تقول: الإبداع النقدي؟ سأجيبه على الفور: الإبداع يشتمل على الكتابة الأدبية والنقدية، ذلك أن النقد هو إبداع بمعنى أنه كتابة، وللتوضيح أكثر إن الناقد لايقول الحقيقة على اعتبار أن الحقيقة هي الخطأ).
إن البلاهة هي أن يطلب شخص من شخص آخر أن يعلمه كيف يكون كاتبا، أو كيف يكتب؟ والغباء هو أن يجيب الشخص الآخر على الشخص السائل أو الطالب محاولا إعطاءه درسا في الكتابة الأدبية وفي حقول النقد…
الأدب حتى وإن كان يدرس، فإنه مستقل، متحرر… فالمدارس والجامعات لاتخرج كتابا ونقادا، وإنما تمنح شهادات، وهذا ليس كافيا.
إن الأدب هو خارج كل هذه الدائرة. وحتى لا أدخل في التفصيلات، يمكنني القول إن الذكاء وحده هو الذي يجعل من الأدباء والكتاب والنقاد أشخاصا متحررين من البلاهة والغباء: إعطاء دروس للآخرين في الكتابة والنقد.
الأدب ليس شيئا بسيطا، إنه معرفة كالشمس التي تشع على الإنسان و تثبت حضوره في العالم، كما أنه يساعد على القدرة على الإنتاج والممارسة: إنتاج الخيال وإعادة الخلق.
بالذكاء وحده يمكن للإنسان أن يتقدم ويتحرر من البلاهة والغباء، وبالأخص، من الأستاذية المزعومة.