بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من المفاوضات، كان كل شيء جاهزًا لبدء عمل مكاتب الجمارك في سبتة ومليلية. لكن في اليوم الأول من عمله، قرر المغرب مقاطعة دخول الشاحنتين الإسبانيتين الوحيدتين يوميا ــ واحدة لكل مدينة تتمتع بالحكم الذاتي ــ اللذين اتفق عليهما مع حكومة بيدرو سانشيز.
صحيفة Okdiario أشارت إلى أن رفض المغرب دخول الشاحنتين من سبتة ومليلية وتدشين الجمارك التجارية جاء نتيجة إدراك الرباط أن إسبانيا لم تف بما وعدت به في الاجتماعات السرية بشأن نقل المجال الجوي للصحراء المغربية، وهي خطوة تمهد للمغرب السيطرة الكاملة على أراضيه.
وتشرح مصادر ديبلوماسية للصحيفة، ان «المغرب لا يتكلم مباشرة، بل من خلال أفعال ملموسة يجب تفسيرها بعد ذلك». وبما أن هناك مسافة طويلة بين القول والفعل، فقد عرقلت المغرب فتح الجمارك الذي كان من المفترض أن يرمز إلى الاعتراف الضمني بإسبانية سبتة ومليلة. وقد نجحت في ذلك من خلال إيقاف الشاحنتين الوحيدتين اللتين تسمح لهما بالدخول يومياً، وإجراء تفتيش شامل للحمولة والوثائق، والذي استمر في إحدى الحالات لمدة 11 ساعة.
وبحسب موقع “أوكياريو”، فإن المغرب سيجمد التبادل الجمركي ” لأن إسبانيا “لم تفي بوعودها بعد”. وعلى وجه التحديد، فإن نقل المجال الجوي في الصحراء المغربية، وهو طموح ذو أهمية استراتيجية واقتصادية هائلة بالنسبة للمغرب.
اجتماعات سرية
وفي السنوات الأخيرة، كما ذكرت Okdiario، عقدت حكومتا المغرب وإسبانيا اجتماعين سريين على الأقل بشأن هذه القضية، وكانت الرباط هي التي حددت صيغتها.
وفي الواقع، قطع المغرب خطوات واسعة في خطته للسيطرة على المجال الجوي فوق الصحراء. من المنتظر أن يتم افتتاح برج المراقبة الذي أمر المكتب الوطني للمطارات المغربية ببنائه على عجل في مدينة السمارة.
ومنحت الرباط عقد الأشغال بفترة إنجاز مدتها 8 أشهر. وسوف يبدأ تشغيله هذا الربيع وسيكون جاهزًا للعمل كمركز تحكم لتلك الحزمة الجوية في إفريقيا التي تعتمد الآن على جزر الكناري والشركة العامة الإسبانية Enaire.
وفي خريف عام 2024، توصلت مصادر دبلوماسية بالفعل إلى الاتفاق الذي من شأنه أن يؤدي إلى نقل سيادة المجال الجوي للمغرب. وبهذه الطريقة فقط، ستتمكن الجمارك التجاربة بين المغرب وسبتة ومليلية من الحصول على الضوء الأخضر للعمل دون الحاجة إلى عمليات تسجيل لا نهاية لها.
