الذكاء الاصطناعي في خدمة الغباء السياسي

عماد بنهميج / تطواني

في مقال نشر حديثاً، أبرز براد سميث الرئيس والمدير القانوني في شركة مايكروسوفت، أن الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بالإضافة الى الخبرة المتمثلة في العلوم البيئية والمساعدات الإنسانية، ستساعد على إنقاذ المزيد من الأرواح وتخفيف المعاناة وذلك عن طريق تحسين الطرق التي تتنبأ بحدوث وتعزيز وسائل للتعامل مع الكوارث قبل أو بعد وقوعها.

براد سميث وهو يتحدث عن أهداف الذكاء الاصطناعي ومساهماته في خدمة البشرية، لم يعتقد بالمرة أن يتحول إلى منصة رقمية للكسالى من السياسيين يستعملونه للتغطية على غباءهم في الكتابة لمهاجمة الصحافة لمجرد أنها سلطت الضوء على مهامهم السياسية أو استغلالهم لمناصبهم من أجل خدمة مصالح خاصة، معتقدين أن وسيلة ” كوبي كولي ” من شات جي بيتي إلى صفحات الفايسبوك قادرة على إبراز مهارتهم في الكتابة وتدبيج الكلمات بينما قراءة واحدة متأنية كفيلة بفضح المستور إذا ما قارناها بسابق تدويناتهم.

إنها فكرة عظيمة أن يستلقي السياسي ” الغبي ” على أريكته المريحة وهو يملي على الكومبيوتر الأسئلة ويطلب منه أن يكتب  مقالا أو تدوينة لمهاجمة من يعتبرهم خصومه، ولا يجد حرجا في تحميله كلمات من قبيل ” الابتزاز ” والضغط ومحاربة النزهاء لكي يحصل على مقال متكامل الأركان ولا يكلف نفسه حتى تعديل بعض المصطلحات والكلمات لكي تتناسب مع مستواه التعليمي وقدراته في الكتابة. وليس عيبا أو حرجا لدى السياسي ” الغبي ” أن يجد في مقال الذكاء الاصطناعي وسيلة للتغطية على العيوب والفضائح والهروب للأمام من المسؤولية.

إن الغباء السياسي لم يعد حالة استثنائية في مجالسنا المنتخبة، لقد أصبح ظاهرة اصطناعية شأنه شأن الذكاء الاصطناعي. حيث أن من تسمي نفسها ب” النخبة ” تحولت إلى ظاهرة استهلاكية للذكاء الاصطناعي الذي ساهم في الاتكال على التكنولوجيا لإنتاج المقالات أو تعديلها أو تصحيحها وربما في صياغة البرامج الانتخابية للاحزاب في المستقبل. وهكذا يمارس   بعض المستشارين الجماعيين الغباء السياسي من منطلق الغرور أو بسبب ضعف خبرتهم وتأطيرهم رغم تنقلهم بين عدة أحزاب ومرورهم من تحت جناح صاحب النعمة قبل أن يتحول سقوطه إلى نقمة.

في الخلاصة، الذكاء الاصطناعي هو إنتاج الآلة بناء على ما يتم تحميلها من أسئلة ومعطيات لكن الغباء السياسي منتج بشري لا يمكن أن يصدر إلا عن طريق الإنسان شخصيا

تحت المقال