نقابة الفنانين بتطوان ترفع مطالبها في عيد العمال
محمد العاقل : عضو المكتب الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية
في خضم ما يشهده العالم من دينامية اجتماعية ونقابية متجددة، واستمرار التحولات التي تطال أوضاع الشغيلة في مختلف القطاعات، يَحُلّ علينا مجددًا فاتح ماي، اليوم الأممي للعمال، كموعد نضالي راسخ في الذاكرة الجماعية، ومناسبة لرفع الصوت في وجه كل أشكال التهميش، ولتجديد العهد مع قيم العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وبهذه المناسبة، يتوجه فرع النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بتطوان بتحية عالية وممتنة إلى كافة العاملات والعمال، وفي مقدمتهم الفنانات والفنانون، الذين ظلوا ولسنوات طويلة خارج التغطية، يُبدعون في الهامش، ويشتغلون في ظروف يغلب عليها غياب الاستقرار القانوني والاجتماعي، دون اعتراف واضح بحقيقة وضعهم كفاعلين مهنيين يُسهمون في بناء الوعي الجماعي وترسيخ قيم الجمال والمواطنة.
إن الفنان، بما يحمله من أدوار رمزية ووظيفية، ليس كائنًا طيفيًا يعيش على هوامش المجتمع، بل هو عامل من نوع خاص، يشتغل بالعقل والعاطفة، بالجسد والوجدان، وبالصوت والصورة… وهو بذلك جزء لا يتجزأ من النسيج الشغلي الوطني، ويستحق، تبعًا لذلك، كل ما تتيحه الدولة من حماية اجتماعية وحقوق مهنية.
ومن هذا المنطلق، نُجدد في فرع تطوان تأكيدنا على أن معركة الفنان اليوم، ليست فقط من أجل الاعتراف الرمزي، بل من أجل تنزيل فعلي وكامل لما تم إقراره قانونيًا، وخاصة المادة 20 من قانون الفنان والمهن الفنية، التي لا تزال رهينة الأدراج، في وقت تتفاقم فيه هشاشة الوضع المهني لعدد كبير من الفنانين، ويُحرمون من أبسط الحقوق الاجتماعية، التي تشكل جوهر كرامة الإنسان العامل.
وليس هذا المطلب معزولًا، بل يأتي ضمن حزمة من المطالب المستعجلة التي نرفعها اليوم، ونلخّصها فيما يلي:
الإسراع بتنزيل المادة 20 من قانون الفنان، وربطها بآليات تطبيق واقعية تشمل أنظمة الحماية الاجتماعية، والحق في التغطية الصحية، والتقاعد، والتعويضات.
اعتماد عقود عمل نموذجية وملزمة تُحَدِّد بشكل دقيق العلاقة بين الفنان والمؤسسات المنتجة، وتضع حدًا للفوضى القانونية التي تستنزف طاقات الفنانين.
الاعتراف الفعلي بالبطاقة المهنية كوثيقة مرجعية أساسية تُخول للفنان الاستفادة من حقوقه، وتُعتمد رسميًا في التعاقد والدعم.
ضمان التوزيع العادل لفرص الشغل والدعم، ومراجعة المعايير المعتمدة في الإنتاجات العمومية، بما يكفل تكافؤ الفرص بين الفنانين، دون إقصاء أو تمييز.
العمل على إنصاف الفنانين في الجهات، من خلال دعم جغرافي منصف، واستثمار المجالس الترابية في البنية التحتية الفنية والثقافية.
تخصيص برامج للتكوين المستمر وتأهيل الفنانين، خاصة الشباب، ودمجهم في السوق الفنية بشكل احترافي ومنظم.
توفير فضاءات فنية دائمة بمدينة تطوان و الجهة ، تُمكّن الفنانين من الاشتغال والإبداع والعرض، في شروط تحفظ مكانتهم وتُبرز طاقاتهم.
إشراك النقابة في صياغة السياسات الثقافية العمومية، باعتبارها فاعلًا شرعيًا وممثلًا حقيقيًا للفنانين.
إننا في هذا اليوم النضالي العريق، نُجدد العهد مع كل فنانة وفنان بأن نواصل مسيرة النضال من داخل النقابة، رافعين راية الكرامة، ومؤمنين بأن الفن ليس ترفًا، بل مهنة ومسؤولية ورسالة تتطلب الاعتراف والحماية.
ليكن فاتح ماي هذا العام صوتًا فنيًا مرتفعًا، يُعلن أن زمن الصمت قد ولى، وأن معركة الكرامة هي معركة وجود، لا مجرد ترف تنظيمي.
عاش الفنان المغربي حرًّا، كريمًا، منتجًا، مشاركًا في بناء الوعي والجمال.
عاشت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، إطارًا وحدويًا ديمقراطيًا صامدًا.
وعاش فاتح ماي يومًا نُجدِّد فيه الوعد ولا نخون الصوت.
بتطوان، في فاتح ماي 2025
عن المكتب التنفيذي لفرع النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بتطوان
الرئيس :
